رسائل الغرام الملغومة

رسائل الغرام الملغومة



كنت على وشك الاستلقاء على سريري بعد يوم مضن قضيته في العمل الدائب الذي يتكرر برتابة يوميا وإذا بهاتفي يرن رنة حزينة متقطعة تنبهني بتلقي رسالة عاجلة .

أخذت الهاتف وضغطت على الزر الخاص بالرسائل وكلي فضول وتطلع لا ستجلاء مضمون الرسالة المجهولة.

ظهرت على الشاشة وبوضوح تام كلمات مفعمة بالعاطفة ومشربة لحد النخاع من ينابيع الرومانسية الذي لا

ينضب أبدا معينه السرمدي.

كانت الحروف وضاءة وسأسطرها كما وصلت عبر الأثير المتماوج:

(ابقي على حبي المفقود ، وواسي قلبي المهدود ، فرغم إحساسي النقصان .....).

ما إن انتهيت من قراءة الرسالة حتى صفعتني رسالة ثانية في أسرع من البرق الخاطف :

(جلست وحدي في الظلام أتأمل صورة في الأحلام ، أتذكر ماض لا يعود...).

من يا ترى يكون صاحب الرسالتين الرومانسيتين الباكيتين لأطلال الحب الغابر ؟ . وما قصده من شراك حبكت

بعناية ونعومة خيوط الحرير؟..

تناسيت الأمر واعتبرته مجرد مزحة سمجة أو خطأ عابر ، فألقيت الهاتف جانبا واستسلمت لنوم عميق .

نهضت باكرا على الساعة السابعة والنصف وما إن فركت عيناي محاولا إبعاد النوم عنهما حتى رن الهاتف معلنا عن رسالة ثالثة خرجت من ثوب الكناية إلى التصريح ،وقد كانت كلماتها واضحة وضوحا تاما:

(صباح الخير والنور والحب والياسمين .... )

صدمتني الرسالة الثالثة واهتز لها كياني ، فماذا لو قرأت زوجتي الرسالة ، وطالعت كلمات الحب والغزل ولما تشرق الشمس بعد ، فما عساها تظن ؟؟

الأمر بسيط جدا فلا بد أن عقلها سينسج لها حكايا خيالية تدور أحداثها حول الحب والخيانة ، وستتأكد بالملموس أن لا ثقة في الرجال الذين جبلوا على اللعب الصبياني الخادع .

ولحسن حظي أن رقم الهاتف المجهول مدرج ضمن الرسالة ، فقمت بالاتصال به ، فرد علي صوت رجولي هامس وكأنه يبعد عني آلاف الأميال :

ـ ما ذا في الأمر ؟.

ـ اتق الله وكف عن رسائلك الملغومة التي تنذر بالخراب والهلاك.

ـ لم أرسل شيئا وعذرا وألف عذر فالذي كان يقوم بذلك صديق لي استغل هاتفي خلسة وعلى حين غفلة مني .

لم أكن ساذجا لتنطلي علي معاذيره فقلت ناصحا زاجرا:

لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم ، ألا يخاف صديقك الله، ألا يضع نصب عينيه ظلمة القبر ووحشته ، ألا يفكر في موقف القيامة العصيب ، حيث تنصب الموازين للحساب العسير ، فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره .

لم ينبس ببنت شفة فأكملت حديثي متحمسا :

تصور لو أن الرسائل وقعت بيد زوجتي فما عسى سيكون رد فعلها ؟ ، أو أن الرسائل أرسلت لامرأة متزوجة فوقعت بيد زوج متهور فسيبادر دون تأن أو تثبت بتطليقها الطلاق الثلاث ، فتنهار أسرة بأكملها بسبب أعمال صبيانية غير مسئولة ولا تقيم للقيم والمبادئ وزنا .

أعاد تكرار : أعتذر .. أعتذر .. ولم تنقطع رنة الاعتذار التي ظل صداها يرن بداخلي إلا بانقطاع الاتصال .

مر اليوم هادئا وساكنا من غير رنات مريبة فحمدت الله على أن وفقت في تبليغ رسالة هادفة قد تكون بلغت

العمق والصميم .

حبيبتي نسرين يسلمو كتير الموضوع حلو تقبلي مروري

يسلمووووووووووونسرين

تسلم الايادي الناعمة ياقلبي

دمتي بالود